خوارزمية ذكية تهدف لتحسين التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي

 

 

طوّر باحثون روس خوارزمية ذكية مبتكرة تهدف إلى تعزيز جودة التواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال إعادة تصميم أنظمة التوصيات التقليدية لاقتراح صداقات جديدة بطريقة أكثر كفاءة وذكاءً. تركز هذه التقنية الحديثة على تحسين التفاعلات الاجتماعية بين المستخدمين، حيث أظهرت الدراسات التي أجريت أن الاعتماد على اقتراح الأصدقاء بناءً على وجود 4 معارف مشتركين أو أكثر يؤدي إلى تفاقم الانقسامات بين المستخدمين، مما يسهم في تشكيل مجتمعات منعزلة ومغلقة. في المقابل، تبين أن اقتراح الصداقات استنادًا إلى 1-3 معارف مشتركين فقط يعمل على تقليص الفجوات الاجتماعية، ويخفف من حدة التوترات، ويعزز فرص التعاون والتفاعل البناء بين الأفراد.

 

أبدى علماء الرياضيات الروس اهتمامًا كبيرًا بدراسة الآليات التي تحكم عمل هذه الخوارزميات، لاسيما ميلها إلى التركيز على الاهتمامات المشتركة والعلاقات القائمة مسبقًا بين المستخدمين عند تقديم توصياتها على الشبكات الاجتماعية. ولتحقيق هذا الهدف، قام الفريق البحثي بتحليل تأثير أنواع مختلفة من الخوارزميات على ما يُعرف بـ"الانتقائية التجميعية"، وهو مفهوم رياضي يقيس مدى تكرار إقامة الروابط بين الأفراد الذين يتشابهون في خصائص معينة، مثل الاهتمامات أو القيم. من خلال هذا التحليل، سعى الباحثون إلى فهم كيفية تأثير هذه الخوارزميات على ديناميكيات الشبكات الاجتماعية ومدى قدرتها على تعزيز التنوع والتواصل البيني.

 

استندت التجارب التي أجراها الباحثون إلى بيانات حقيقية مستمدة من الشبكة الاجتماعية الروسية الشهيرة "فكونتاكتي"، بالإضافة إلى نماذج شبكات اجتماعية اصطناعية تم تصميمها خصيصًا لأغراض البحث. وقد أظهرت النتائج التي تم التوصل إليها عبر هذه التجارب اتساقًا ملحوظًا، حيث سجلت تحسنًا إيجابيًا في جميع السيناريوهات التي تم اختبارها. يعكس هذا النجاح إمكانية تطبيق الخوارزمية على نطاق واسع، مما يفتح الباب أمام تطوير أنظمة توصيات متطورة قادرة على تعزيز التعاون بين مستخدمي الشبكات الاجتماعية وتقليل مستويات التوتر والصراع بينهم.

 

تسعى هذه الخوارزمية الجديدة إلى إحداث نقلة نوعية في طريقة عمل أنظمة التوصيات الحالية، التي تعتمد بشكل رئيسي على معيار عدد الأصدقاء المشتركين كعامل حاسم في اقتراح الصداقات. وبدلاً من ذلك، تقترح الخوارزمية الروسية نهجًا أكثر توازنًا وشمولية، يأخذ في الاعتبار ديناميكيات العلاقات الاجتماعية بعمق أكبر، مما يجعلها أداة واعدة لتحسين التجربة الاجتماعية الرقمية وتعزيز الترابط بين المستخدمين على اختلاف خلفياتهم واهتماماتهم.